محاكمة فكرية | الإنتخاب الطبيعي ومناعة القطيع
بقلم / محمد حسن عايد المحامي بالنقض
-تحدثنا في مقال سابق عن تشارز داروين ونظرية التطور , وها نحن الأن نستعرض نظرية أخري من نظرياتة المثيرة للجدل والتي أعلن عنها في منتصف القرن التاسع عشر , وهي الإنتخاب الطبيعي أو الإنتقاء الطبيعي أو بمسماها الدارج "البقاء للأصلح"
-ولكي نعرف معني تلك النظرية بعد معالجتها من منظور إسلامي فهي"عملية تحدث في الكون وبواسطتها تبقى الكائنات الأكثر تكيفًا مع بيئاتها على قيد الحياة. وقد أطلق على هذه العملية البقاء للأصلح.
أم عن مصطلح "مناعة القطيع" الذي ورد بالعنوان فما يعني ؟ وما علاقتة بداروين ونظريتة!!!!! هذا ما نستعرضة بالأتي.
"مناعة القطيع" هو مصطلح بالقطع سمعنا بة في الأونة الأخيرة ملئ السمع والبصر بالتزامن مع ظهور جائحة الكورونا-COVED 19 وهو منهج حياتي في مواجهة الجوائح , ولكن ماذا يعني: "مناعة القطيع" أو "المناعة بالعدوى" و تستند ببساطة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بحيث يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وبالتالي تتعرف أجهزتهم المناعية على الفيروس، ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجددا و أخرون يصابوا ولا تستطيع أجهزتهم المناعية مواجهة الفايروس ومصيرهم الوفاة, لذا تسمي أيضا بمنهج البقاء للأصلح.
والأن وبعد معرفة ما يعني مصطلح مناعة القطيع , وإتضح لنا مدي علاقتة الوطيدة بنظرية الإنتخاب الطبيعي , ورغم أن الأديان والشرائع السماوية لديها مأخذ علي تلك النظرية , إلا إن ذلك لم يمنع وجودها.
-والملاحظ أن الدول التي إنتهجت منهج مناعة القطيع في مواجهة جائحة الكورونا هي الدول الليبرالية والرأسمالية كـــ بريطانيا و أمريكا و كندا وغيرها من الدول الرأسمالية.
-وذلك علي عكس الدول الشيوعية و الشمولية كــ الصين وروسيا و غيرها فقد إنتهجت منهج (الحظر الشامل وتوقف الحياة) في مواجهاتها لجائحة الكورونا .
-ليبقي الزمن هو الحكم في مدي نجاح أي من المدرستين , لكن اللافت أن الدول الشمولية التي تفتقر للديمقراطية في نظام حكمها إنحازت لصحة وحياة مواطنيها , بعكس الدول الرأسمالية التي ضحت بهم.