محاكمة فكرية | نظرية التطور علم متقن أم كفر مبين
بقلم/محمد حسن عايد المحامي بالنقض
أشاع العامة علي نظرية التطور-علم أصل الأنواع- لــ تشارز داروين مسمي دارج بأن "الإنسان أصلة قرد" ولما كانت تلك النظرية قد قلبت موازين العلوم , لكونها فكرة صادمة , فقد قابلها المجتمع في حينة بالنفور و الرفض , ولأن عوام الناس في هذا الزمان ليسوا من المتخصصين , وأن نظرية إعمال العقل لم تكن مطروحة لدي عوام الناس نظرا لسيطرة الكنيسة علي أوروبا في هذا التوقيت 1838 ميلادية , وكانت هيمنة الكنيسة علي أوروبا السبب الرئيس في حينة أن توصم أوروبا بالمظلمة , فسيطرتها إمتدت ليس علي الحكم فحسب ولكن إمتدت سيطرتها علي المستوي الفكري و العلمي , لذلك إستقبلت الكنيسة أفكار داروين بالهرطقة و الجنون نهاية بإتهامة بالكفر.
وما أشبة الليلة بالبارحة فقد تجسدت الحركة الوهابية بالشرق الأوسط لتقوم بدور الكنيسة الأوروبية , فأصبحت تنتهج نهجها تكفر هذا وتزندق ذاك وتهرتق تلك لا لشئ , إلا محاولاتهم الحثيثة بأن لا يعمل الإنسان عقلة, ووصلت بهم الجرأة بإعتلاء منبر رسول الله (ص) ليحدثوا الناس بالكذب متهمين داروين علي خلاف الحقيقة بأن نظريتة تثبت أن الإنسان أصلة قرد".
-وللأسف وبعد إطلاع شامل تيقنت أن داروين لم يتحدث كما أخبارنا الواهبيين , وكما تحدثت الكنيسة الأوروبية سابقا , وتوقفت متدبرا , لماذا ينتهج دعاة المُلك بالدين منهج تجميد العقل الإنساني , بترهيب أو بالترغيب سواء بسواء .
وبعد قرابة 100 عام من إثبات تلك النظرية , والتي كانت سبب رئيسي في بقاء البشرية جمعاء , منها علم الجينات , والخريطة الجينية , و DNA لإثبات الأنساب , وكانت السبب الرئيسي في علاج الكثير من الأمراض , والجوائح التي مر بها العالم علي مدار ذلك القرن , حتي محاولات إيجاد علاج لوباء كورونا COVED 19 إستخدم نظرية التطور الجيني للفايروس لإيجاد علاج ناجع لة بإذن الله.
ولن أتفاجئ بعد كل تلك النجاحات للنظرية , أن تجد أحاد الناس يتهم النظرية ومن إقتنعوا بها بالكفر, ثم تجد نفس الشخص-الذي أُشفق علي أمثالة بالمناسبة- يقف لدي طبيب صيدلي يطلب دواء- لولا تلك النظرية التي رفضها , ما كان هذا الدواء.
-وللحقيقة لسٌت معني بالأساس بنظرية داروين و غيرها فلست من المتخصصين ولست أولا بالرد عنها , ولكني إتخذتها نموذج لإستيضاح إستقبال الإنسان للأفكار و العلوم , ومنهج بعض المنابر الدينية يهودية كانت أو مسيحية كانت أو حتي إسلامية, في التعاطي مع تلك العلوم , بإسلوب في بعضة متطرف.
-كما أني أعي جيدا أننا لسنا في المدينة الفاضلة , لكن أما وإن العالم أجمع يبحث عن منابع التفكير المتطرف , فوجدت أنها فرصة لطرح وجهة النظر , لأن التطرف من وجهة نظري ينتهي بحمل السلاح لا يبدأ بة.
-كما أني لا أتهم بعض دعاة الدين الظلاميين فحسب بل أتهم كل صاحب علم كتمة عن الناس بزريعة أنة من المسكوت عنة بالضرورة, فقد تحاسبون أمام الله عز وجل , بكتم علم ينتفع بة, فأمام فكر وهابي ممنهج ,يستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتغييب الناس, فإذ ما لم تعلنوا الحقائق علي الناس , فلا تلوموا عليهم بجهل ,,وللحديث بقية.