أحوال نقابية | أكلت يوم أكل الثور الأبيض
بقلم محمد حسن عايد المحامي بالنقض
من منا لا يعرف قصة الثيران الثلاث و التي خرجت منها حكمة ذهبية لتترجم الندم علي تفريق الجمع وأن دائما قوة أي جماعة ليست في عددهم ولكن في وحدتهم لذا خلصت القصة إلي حكمة مفادها هي "أكلت يوم أكل الثور الأبيض ", وتلك القصة لمن لا يعرفها هي قصة فلسفية ذات مغزي ورد بها
يضرب هذا المثل العربي، لمن يستشعر مصيره السيئ مما رأى في مصائر غيره ممن مثله ويشبهون حالته. ولذلك فإن الواجب أن يحتاط المرء لنفسه ويتعظ بما حدث لرفيقه أو مثيله، فيأخذ حذره ولا ينتظر حتى يقع في المصير ذاته بدعوى أن تلك حالة وهو حالة أخرى فيؤمل آمالاً سراباً، لأن هذا محض غفلة.
وقصة المثل... أن أسداً وجد قطيعاً مكوناً من ثلاثة ثيران؛ أسود وأحمر وأبيض، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معاً وطردوه من منطقتهم.
ذهب الأسد وفكر بطريقة ليصطاد هذه الثيران، خصوصاً أنها معاً كانت الأقوى، فقرر الذهاب إلى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما: «لا خلاف لدي معكما، وإنما أنتم أصدقائي، وأنا أريد فقط أن آكل الثور الأبيض، كي لا أموت جوعاً، أنتم تعرفون أنني أستطيع هزيمتكم لكنني لا أريدكما أنتما بل هو فقط».
فكر الثوران الأسود والأحمر كثيراً؛ ودخل الشك في نفوسهما وحب الراحة وعدم القتال فقالا: «الأسد على حق، سنسمح له بأكل الثور الأبيض». فافترس الأسد الثور الأبيض وقضى ليالي شبعان فرحاً بصيده.
ومرت الأيام، وعاد الأسد لجوعه، فعاد إليهما وحاول الهجوم فصداه معاً ومنعاه من اصطياد أحدهما. ولكنه استخدام الحيلة القديمة، فنادى الثور الأسود وقال له: «لماذا هاجمتني وأنا لم أقصد سوى الثور الأحمر؟»
قال له الأسود: «أنت قلت هذا عند أكل الثور الأبيض».
فرد الأسد: «ويحك أنت تعرف قوتي وأنني قادر على هزيمتكما معاً، لكنني لم أشأ أن أخبره بأنني لا أحبه كي لا يعارض اتفاقنا السابق».
فكر الثور الأسود قليلاً ووافق بسبب خوفه وحبه الراحة.
في اليوم التالي اصطاد الأسد الثور الأحمر وعاش ليالي جميلة جديدة وهو شبعان. مرت الأيام وعاد وجاع.
فهاجم مباشرة الثور الأسود، وعندما اقترب من قتله صرخ الثور الأسود: «أُكلت يوم أكل الثور الأبيض».
احتار الأسد فرفع يده عنه وقال له: «لماذا لم تقل الثور الأحمر، فعندما أكلته أصبحت وحيداً وليس عندما أكلت الثور الأبيض!».
فقال له الثور الأسود: «لأنني منذ ذلك الحين تنازلت عن المبدأ الذي يحمينا معاً، ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة، فعندما أعطيت الموافقة على أكل الثور الأبيض أعطيتك الموافقة على أكلي».
هذه هي أهمية الاتحاد وتجميع الصف والكلمة والمصير المشترك.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا , وإذا افترقن تكسّرت آحادا.
وما أشبة الليلة بالبارحة , فإذا كانت القصة التي وردت هي فلسفية , لكن الأن ها نحن نشاهدها بكل تفاصيلها في أروقة نقابة المحامين , علي يد نقيبها العام الذي لا يتردد برهة في قطع أرزاق المحامين المعارضين لة والتشهير بهم علي خلاف الحقيقة , ليكون بذلك قد عاقب معارضية في الرأي و التوجة , ففي غضون أسبوع واحد قام النقيب العام بإسقاط قيد المحامي المحترم حسام داغر وفق قرار معيب رهين الإلغاء وذلك عقابا للأخير , أو هكذا توهم مصدرة , متخيلا إنة إنتصر في تصفية حساباتة مع معارضية مستخدما سلاح قطع الأرزاق و التشهير بمعارضية ,بئس هذا النصر الزائف.
وها نحن في فصل أخر من فصول النقيب العام في تصفية الحسابات الشخصية مع معارضية بنفس الأدوات المقيتة وهي التلويح بقطع الأرزاق و التشهير الممنهج والمتعمد وهذا ما حدث مع الأستاذ مجدي عبد الحليم المحامي بالنقض و المتحدث الرسمي الأسبق لنقابة المحامين المصرية , وها هو يلوح بأن سيفة الملوث بأثام خصومتة ما زال مسلط علي رقاب كثيرين قد لا تسع صورة المقال أن تستوعبهم,وختاما بقول الله جل علا "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.