حين يزورك الطائر الأسود...الاكتئاب ,,, ماذا تفعل
زيارة الطائر الأسود-الاكتئاب-كما إصطلح علية العلماء , وبعض المفكرين أسموه -زيارة الكلب الأسود , وذلك لبشاعة هذا المرض علي النفس البشرية , من منا لم يزره هذا الطائر من قبل أو بالأحري حام حول نفس من نفوس ذويه .
هذا الطائر الخبيث الذي طالما يحوم حول النفس البشرية لمحاولة التمكن منها , وهذا لا يحدث عادة إلا لو كانت النفس البشرية في أضعف مرحلة لها , فيتمكن منها هذا الطائر و يسكن داخل تلك النفس البشرية ,يتنفس بداخلها بزفيره الظلامي , حتي تكون معه النفس البشرية , مسلوبة الإرادة معدومة الهدف محطمة لا أمل لها , وهنا يصل الطائر الأسود بالنفس البشرية لمرحلة أكثر خطورة وهي أن النفس البشرية تفقد الثقة في ذاتها وفي محيطها أي كان مدي قربة منها , فضلا عن رفض كل ما هو حول تلك النفس البائسة التي تمكن منها هذا الطائر الأسود اللعين , ليصل الطائر للمرحلة الأخيرة , وهي أن تفقد النفس البشرية الرغبة في الحياة , وتتمني أن يصادفها موعدها لتفارق حياة طالما تعذبت فيها.
هذا المشهد موجود في مجتمعاتنا ولا أقصد أنه بالقرب منك بل أقصد أنه بداخلك أخي القارئ , ولكن بدرجات متفاوتة , يحكمها قوة نفسك البشرية , ومدي الآلام التي مررت بها علي مدار حياتك.
لذلك أكتب لك ,,,,لأننا علينا عامل مهم وكبير في مطاردة هذا الطائر الأسود اللعين بحيث نقلص نسب نجاحة في التمكن من النفس البشرية , وإن زال يحلق حولها وحولنا إلي أن يشاء الله بأمر كان مقضيا.
أول المهام المسندة إلينا كمجتمع هي أن نعترف بوجود هذا المرض المحسوس غير الملموس , ونعرف أعراضة كي نستطيع تشخيصة جيدا.
-بعد الاعتراف المجتمعي به والتسليم بوجوده , ومعرفة الأعراض التي تظهر علي النفس البشرية التي أصيبت به تأتي المهمة الثانية وهي حث هذا المريض إلي الذهاب إلي الطبيب النفسي لتدارك هذا المرض والتخفيف من أثارة حتي الوصول إلي الشفاء منه بإذن الله.
-وهذا يستلزم أن تتغير النظرة المجتمعية للطبيب النفسي ,,,, فلا هو طبيب الأثرياء و المترفين والمرفهين , ولا هو طبيب المجانين كما توارثنا جيل بعد جيل من تلك المفاهيم المغلوطة.
-هذا دورنا كمجتمع أما عن دور المصاب بهذا الإكتئاب , فأدعوك أن لا تصبر علي مبتلاك وبادر علي مواجهته بما أوتيت من قوة قبل أن يسلبك المرض إياها, و إلجاء إلي الله فليس في عالمك ما هو أرحم منه جل وعلا.
-ولا تلوم أحزانك وآلامك فلم تكن هي سبب مصابك , ولا تلوم أهلك وأسرتك وأصدقائك , فهم وإن كانوا لم يشتركوا في مصابك فهم من ترتكن عليهم للخروج من تلك الغمة السوداء وطرد هذا الطائر اللعين من نفسك بعد الله وبإذن منه.