شئون عربية | لبنان بين مطرقة عربية و سندان دولي
بقلم/محمد حسن عايد المحامي بالنقض و عضو إتحاد المحامين العرب
ليس بخافي علي أحد أن دولة لبنان الشقيق تمر بأيام عضال , سواء علي المستوي اقتصادي متضخم لا يتحمله الاقتصاد اللبناني , أو علي مستوي الانسداد السياسي , والإخفاقات المتكررة في تشكيل حكومة توافقيه.
أم عن الشعب اللبناني فقد ضاق ذرعا , من تلك الأزمات الطاحنة لاسيما و أنه ليس من أمل يلوح في الأفق القريب , فمع شح الغذاء و أزمة الطاقة و الكهرباء , وأزمة الرواتب سواء للعاملين المدنيين أو حتي لمخصصات الجيش الوطني ,و انهيار القيمة الشرائية لليرة اللبنانية لتصل لأدني مستوياتها , فقد سجلت وقت كتابة هذا المقال 15212 ليرة للدولار الأمريكي الواحد و 96.07 ليرة مقابل الجنية المصري الواحد.
وما يدعو للاستغراب هو موقف الدول العربية من تلك الأزمة العربية , فنجد بعض الدول تحاول مد يد العون علي هيئة دعم لوجستي كطاقة وخلافة , نجد دول عربية أخري تتعامل مع الأزمة باعتبارها أرض للنفوذ السياسي , لتؤجج الأزمة التي لن يدفع ثمنها سوي المواطن اللبناني.
فنجد بعض الدول الإقليمية تضع شروطها علي لبنان المتعثر , وليست أزمة الوزير جورج قرداحي ببعيدة , كما أن تلك الدول المتداخلة في الشأن اللبناني لأغراض ذاتية , لا تشغل بالها أن لبنان وفق تلك المعطيات علي شفاه حرب أهلية لنعود لما قبل ثمانينات القرن الماضي , ولم تتحرك جامعة الدول العربية لإيجاد حلول ناجعة لإنقاذ الشعب اللبناني من أزمته المتفاقمة يوما بعد يوم.
وليست المحاصصة التي تقوم بها بعض الدول العربية الإقليمية حكر عليها فحسب , فأيضا نجد روسيا و فرنسا و أمريكا , كل منهم يدير الأزمة لمصلحته الخاصة , سواء لفرض نفوزه علي المنطقة أو بقصد الحد من نفوذ دول أخري.
وبين هذا وذاك يقف المواطن اللبناني مغلول اليد يدفع ثمن أثام و أخطاء غيرة من الطامعين في لبنان , و يحضرني ختاما , ما حدث من أمر قريب الشبه و هو أزمة اليونان وكيف تكاتفت دول الإتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان من كبوتها , فأين نحن العرب من ذلك.
وللحديث بقية,,,,,,,,,,