Back to school | كيف تأهل طفلك للعودة للمدارس بعد عامين من الإنقطاع بسبب جائحة كورونا
إعداد و تقديم/محمد حسن عايد المحامي بالنقض
العودة إلي المدارس دائما ما كانت أمر يؤرق الأسرة المصرية , سواء لإعتبارات مادية , أو نفسية , أو علي مستوي التحصيل الدراسي , فضلا عن إحتياج الأسرة إلي تنظيم أوقاتها و ظروفها الحياتية في سبيل توفير مناخ صحي و أمن لعودة أبنائنا للمدارس.
لكن ماذا نحن فاعلون اليوم بعد ما عانته تلك الأسر بسبب جائحة كورونا التي أوقفت عقارب الزمن لعامين من الزمان , حتي فقد أطفالنا شغف الذهاب للمدرسة , وفقدهم لفطرة الإلتزام الروتيني لكافة مناحي الإدراك الدراسي , ناهينا عن تواجدهم المستمر بالمنزل وفق التدابير الإحترازية التي إنتهجتها الأسر لحماية أبنائها , أدت إلي أمرين في غاية الأهمية , أولهما الإرتباط العاطفي الزائد لدي أطفالنا بالإسرة , والثاني هو التكاسل الممنهج الذي تركم لديهم طوال الفترة السابقة.
من منا لا زال يتذكر أبنائنا في يومهم الأول للإلتحاق بالمدرسة , وكيف كان حجم الألم النفسي لدي أطفالنا ونحن نسلمهم لمسئولي المدارس في هذا اليوم المشهود, حتي ظن أطفالنا أننا نتخلي عنهم و إلي الأبد , لذا تحذر المنظمات الدولية المعنية بالطفل من الأثار النفسية التي قد تتأثر بها أطفالنا خاصة الأصغر سننا ,مع بداية العودة للمدارس العام المقبل.
وبعد أن أستعرضت معكم المشكلة لذا وجدت أنة من واجبنا أن نستعرض تقرير نشرتة منظمة اليونيسيف يوضح كيفية مواجهة حالة الرهاب أو الخلل النفسي الذي قد يؤثر علي أطفالنا خاصة صغر السن , في أولي أيام العودة للمدارس, و إستعراض الطرق العلمية لدعم أطفالنا في تلك الفترة الحرجة.
ما أعراض قلق الفِراق؟
قد تتجلى أعراض قلق الفِراق في البكاء وزيادة تمسك الطفل بوالديه عند تركهما إياه (حتى ولو لفترة قصيرة من الوقت) أو عندما يواجه أوضاعا جديدة غير مألوفة لديه. وهو يحدث في الغالب بين سن 6 أشهر و3 سنوات، حيث إنه جزء شائع في مرحلة نمو الطفل. وتعني ضغوط جائحة كورونا وحالة عدم اليقين التي تكتنفها أن مثل هذه السلوكيات قد تظهر أحيانا لدى الأطفال الأكبر سنا أيضاً.
إن وقت إيصال الأطفال إلى الحضانة أو المدرسة هو الوقت المعتاد لديهم للبدء في إظهار علامات قلق الفِراق على وجوههم. وبسبب الأحداث التي شهدها العام المنصرم، قد يواجه الأطفال الأكبر سناً وقتاً أكثر صعوبة أثناء إيصالهم إلى المدرسة، حيث يخشون أيضاً من أنهم قد لا يكونوا آمنين بسبب جائحة كورونا.
كيف يمكنني تقديم يد المساعدة لطفلي ليشعر بالأمان حتى نتمكن من العودة بسلاسة إلى الروتين القديم؟
إن مساعدة طفلك على العودة إلى الانتظام في المدرسة ومساعدتك على العودة إلى عملك ربما تعد عملية تحتاج إلى الوقت والتخطيط. ولجعل الفراق أقل صعوبة على نفسية طفلك، يتعين تجربة بعض النصائح التالية:
يجب الإنصات إلى طفلك
يتعين أخذ دواعي القلق التي تساور الطفل على محمل الجد ومن ثم التحدث إليه بشأن مخاوفه. مع الأطفال الأصغر سناً، يمكنك محاولة تمثيل الشكل الذي ستكون عليه العودة أو مطالبتهم برسم صورة للخطوات المعنية، بما في ذلك عودة أحد الوالدين لاصطحاب الطفل.
يتعين مساعدة الأطفال على الاستعداد
ينبغي تعلم القواعد الجديدة للعودة إلى المدرسة ومراجعتها مع طفلك الصغير. يجب سؤال طفلك عما يجول في خاطره بشأن العودة إلى المدرسة والتأكد من إحاطة معلمه علماً إذا كان لديه أي مخاوف كبيرة.
ينبغي الحفاظ على رباطة الجأش والهدوء
يُرجى تذكّر أن الأطفال يلحظون الإشارات السلوكية للبالغين بقوة. لمساعدة طفلك على البقاء هادئاً مع الشعور بالأمان، من المهم أن يكون ولي الأمر نموذجاً للسلوك الهادئ.
يجب وضع خطة للمغادرة
لتجنب صعوبة لحظات الوداع على الأطفال الأكبر سناً، يتعين تجربة ما يلي:
- يجب أن تكون لحظات الوداع لحظات إيجابية.
- يجب الإعلان عن حلول أوان المغادرة.
- يجب جعل تفسيرك للمغادرة واضحاً وموجزاً.
- يجب تذكير الطفل بأنكما ستعودان إليه ثانيةً.
- يجب عدم التردد عند المغادرة.
- ينبغي ألا تتم العودة إلى طفلك إلا بعد أن يحين الوقت المقرر.
- يجب اتباع نفس الروتين في كل مرة يتم فيها ترك طفلك أو عند إيصاله إلى المكان المراد إيصاله إليه.
يشعر طفلي بالخوف من العودة إلى المدرسة. كيف يمكنني مساعدته على الشعور بالطمأنينة؟
ربما يشعر بعض الأطفال بالتوتر أو التردد في العودة إلى المدرسة، ولا سيما إذا كانوا يتلقون تعليمهم في المنازل منذ شهور. يتعين التحلي بالأمانة - على سبيل المثال يمكنك محاكاة التغييرات التي قد يواجهونها في المدرسة. يجب بث روح الطمأنينة لديهم فيما يتعلق بتدابير السلامة المعمول بها للمساعدة في المحافظة على سلامتهم وسلامة الأطفال الآخرين.
يجب السماح لطفلك بمعرفة أن بإمكانه التعود على الأمر رويداً رويداً، وأنه لا توجد ضرورة ملحة لمواكبة الروتين المدرسي اليومي في الحال. قد يستغرق الشعور بالراحة في اللعب مع الأصدقاء مرة أخرى بعض الوقت، ولا بأس بذلك مطلقاً.
كيف يمكنني التحقق من أداء طفلي دون إرباكه؟
يجب التحلي بروح المبادرة والاستباقية في التعامل مع الطفل مع الحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش في الوقت ذاته. غالباً ما يستقي الأطفال إشاراتهم العاطفية من الأشخاص البالغين المحوريين في حياتهم، لذلك من المهم أن يتم الإنصات إلى مخاوف طفلك والتحدث إليه بلطف كي يكون ولي الأمر مصدراً لبث الطمأنينة في نفسه. يجب الاستعداد لأي تغيير قد يطرأ على مشاعر الطفل مع إعلامه بأنه لا غضاضة في هذا الأمر مطلقاً.
فيما يتعلق بكيفية التحقق من أداء الطفل، يعتمد الكثير من ذلك على طفلك نفسه. إذا كان طفلك منغلقاً على نفسه، فربما كان من المفيد طرح سؤال مثل "كيف حالك؟" عليه قد يكون الأطفال الآخرون أكثر صراحة في الإفصاح لك عن مشاعرهم. أنت أفضل من يعرف طفلك، والأهم من ذلك أنه يجب إجراء هذه الحوارات بأسلوب قوامه الرحمة والتفاهم.