مصريات | توحدوا فالأمر جلل
بقلم / محمد حسن عايد المحامي بالنقض
طالعتنا الصحف صباح اليوم بأربع أخبار لا يجب أن يمروا علينا مرور الكرام
-الخبر الأول:إعلان أثيوبيا عن بدء ملئ سد النهضة بشكل منفرد و دون إتفاق مع دول المصب.
-الخبر الثاني:تمركز القوات التركية في الغرب الليبي إستعدادا لشن هجوم حربي علي مدينة سرت الليبية.
الخبر الثالث: تنصيب مصر لأنظمة الدفاع الجوي من طراز s 300 علي الحدود المصرية الليبية.
-الخبر الرابع : زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية لقيادة الجيش المصري.
ولما كان كل خبر علي حدا يمثل تحدي للدولة المصرية , فما بالنا بتلك الأخبار الأربعة مجتمعة, فهي وللحق أقول نذير شؤم وكاشف إلي أن الغد القريب قد تنشب حروب علي مصر من ناحية الغرب الليبي , ومن ناحية الجنوب المصري علي خلفية سد النهضة الأثيوبي.
وكي نستطيع ربط تلك الأخبار ببعضها البعض ,دعونا نعيد قراءة ما بين سطورها مع مراعاة تزامنها في يوم واحد.
نجد أن مصر علي مشارف مواجهة حتمية مع الطامع التركي في خيرات ليبيا , وكذا فتح جبهة حرب مع مصر بواسطة إرهابيين ومرتزقة , حال إنهارت قوات خليفة حفتر , التي تساهم مع الدولة المصرية في حماية الحدود المشتركة في الغرب المصري.
-أما عن تزامن ذلك مع إعلان أثيوبيا بقرار منفرد بملئ سد النهضة الأثيوبي , دون الإتفاق مع دول المصب ,الأمر الذي يهدد حياة المصريين , الأمر الذي سوف تتحول معة مصر من مرحلة الفقر المائي إلي مرحلة أشد خطورة وهي مرحلة الشح المائي ,ولمن لم يعرف ويلات الشح المائي فهي إنهيار للزراعة وتنامي وفيات الشعوب لندرة المياه.
-وللأسف مصر في موقف لا تحسد علية , فإما تستمر في مفاوضات عقيمة لا طائل منها مع أثيوبيا المتعنتة , وإما دخول مصر بهذا الملف للتحكيم الدولي , وكلا الأمرين لم يعودوا هم الحل الأمثل لمصر ,لأنة ومع مرور الوقت و شروع أثيوبيا في ملئ السد , سوف يتحقق أمرين غاية في الخطورة , الأول:الشح المائي للمصريين, الثاني : هو إستحالة التعامل العسكري مع جسد السد , نظرا لما خلف هذا السد من كميات مياة مخزنة , سوف تؤدي مع إنهيار السد إلي فياضانات ومشاكل بيئية خطيرة علي دول المصب , فضلا عن عدم تحمل جسد السد العالي لتلك الفياضانات التي تنتج عن إنهيار سد النهضة.
-أما عن الحل الأخير:"الحل العسكري" بتوجية ضربة عسكرية لجسد سد النهضة قبل بدء تخزين المياة خلفة , فهذا الحل علي الرغم من سهولتة من الناحية النظرية, إلا أن ويلاتة و ردود فعل الجانب الأثيوبي ومن يقف خلفها من دول لها مصالح في ذلك , لن تكون هينة علي مصر عسكريا وإقتصاديا.
-وإذا أضفنا لهذا المشهد خبر الزيارة المفاجئة لقائد القوات المركزية الأمريكي لمصر ومقابلتة لقيادات الجيش المصري , فمما لا شك فية إنها زيارة تحمل في طياتها حث مصر علي ضبط النفس.
-لذا فالأمر جلل والمصاب قريب وخيارات الدولة المصرية محدودة , فجميع تلك الخيارات تجري المفاضلة بينها بمعيار السئ و الأسوء, بحثا عن أقل الأضرار الممكنة مع تحقيق الأهداف المرجوة.
-لذا رأيت إنة من واجبي كمواطن مصري أن أتحدث الي كل مصري غيور علي وطنة يطمح في سلام دائم وحياة كريمة و وطن غير منقوص السيادة , وعلي إختلاف مواقفنا السياسية المتباينة أو إنتمائتنا الفكرية أو الدينية أو حتي المصلحية.
-ليس أمامنا في تلك اللحظة الفارقة سوي التوحد وتنحية خلافاتنا جانبا والإصطفاف خلف الدولة المصرية في هذا الظرف الفارق في مستقبل دولتنا العزيزة علينا....مصر