نظرة قانونية | التحرش من منظور ديني-إجتماعي-قانوني ,,,,كل ما تريد معرفتة
إنتشرت في الأونة الأخيرة ظاهرة التحرش بالفتيات لتصبح هاجساً يرعب الآباء على بناتهن وخوفاً يصيب الفتيات نتيجة ما يتعرضن له من إيذاء جسدي ونفسي وما يجدنه من تعليقات في المجتمع، واتهامهن بصورة مباشرة بأنهن الدافع الأساسي الذي يعطي الضوء الأخضر للطرف الآخر فينتج عنه التحرش بهن، كل ذلك أدى إلى ضغط مجتمعي كبير على الأنثى.
ولما كان تسليط الضوء علي أي إنحراف مجتمعي كان أو أخلاقي هي مسئولية جمعية لكل مواطن رجل أو مرأة تنويري متدين بقصد مطاردة تلك التصرفات الحقيرة والغير إنسانية , لذا كان من واجبنا التعرض لتلك القضية الشائكة التي تمس الأسرة دون إستثناء.
وذلك من خلال إستعراض جريمة التحرش من حيث التعريف , والأفعال التي إستقر علماء الإجتماع علي إنها من أفعال التحرش , وكذا رأي الشرائع السماوية في فعل التحرش , وتسليط الضوء علي تلك الجريمة من منظور إجتماعي,ختاما بالرأي القانوني لتلك الجريمة الغير إنسانية.
تعريف فعل التحرّش الجنسي:-
أي صيغة من الكلمات غير المرغوب بها و / أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.
أفعال تم وصفها علي إنها تحرش"أشكال التحرش":-
ويمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالًا مختلفة وقد يتضمن شكلًا واحدًا أو أكثر في وقت واحد:
النظر المتفحّص: التحديق أو النظر بشكل غير لائق إلى جسم شخص ما، أجزاء من جسمه و/أو عينيه.
التعبيرات الوجهية: عمل أي نوع من التعبيرات الوجهية التي تحمل اقتراحًا ذو نوايا جنسية .
الندءات: التصفير، الصراخ، الهمس، و أي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية.
التعليقات: إبداء ملاحظات جنسية عن جسد أحدهم، ملابسه أو طريقة مشيه/تصرفه/عمله، إلقاء النكات أو الحكايات الجنسية، أو طرح اقتراحات جنسية أو مسيئة.
الملاحقة أو التتبع: تتبع شخص ما، سواء بالقرب منه أو من على مسافة، مشيًا أو باستخدام سيارة، بشكل متكرر أو لمرة واحدة، أو الانتظار خارج مكان عمل/منزل/سيارة أحدهم.
الاهتمام غير المرغوب به: التدخل في عمل أو شؤون شخص ما من خلال السعي لاتصال غير مرحب به، الإلحاح فى طلب التعارف والاختلاط، أو طرح مطالب جنسية مقابل أداء أعمال أو غير ذلك من الفوائد والخدمات، وتقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية، أو الإصرار على المشي مع الشخص أو إيصاله بالسيارة إلى منزله أو عمله على الرغم من رفضه.
الصور الجنسية: عرض صور جنسية سواء عبر الإنترنت أو بشكل فعلي.
التحرّش عبر الإنترنت: القيام بإرسال التعليقات، الرسائل و/أو الصور والفيديوهات غير المرغوبة أو المسيئة أو غير لائقة عبر الإيميل، الرسائل الفورية، وسائل التواصل الاجتماعي، المنتديات، المدونات أو مواقع الحوار عبر الإنترنت.
المكالمات الهاتفية: عمل مكالمات هاتفية أو إرسال رسائل نصية تحمل اقتراحات أو تهديدات جنسية.
اللمس: اللمس، الاقتراب بشكل كبير، الشد وأي نوع من الإشارات الجنسية غير المرغوب بها تجاه شخص ما.
التعري: إظهار أجزاء حميمة أمام أو في وجود شخص ما دون رغبته.
التهديد والترهيب: التهديد بأي نوع من أنوع التحرّش الجنسي أو الاعتداء الجنسي بما فيه التهديد بالاغتصاب.
التحرش الجنسى الجماعى: تحرش جنسى (شامل الاشكال السالف ذكرها) يرتكبها مجموعة كبيرة من الاشخاص تجاه فرد او عدة افراد.
أين يقع الفعل و يعد تحرش؟
قد يحدث التحرّش الجنسي أو أى شكل من اشكال العنف الجنسى في أي مكان، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، مثل: الشوارع، أماكن العمل، المواصلات العامة، المدارس والجامعات، المطاعم، الأسواق التجارية، داخل المنزل، بل و حتى في صحبة الآخرين (العائلة، الأقارب والزملاء)، عبر الإنترنت، وغيرها.
من هو الشخص المتحرش؟
المتحرّشون\مرتكبو جرائم العنف الجنسى قد يكونون أفرادًا أو مجموعات من الرجال و/أو النساء. وقد يكون المتحرّش شخصًا غريبًا عنك بالكامل أو أحد معارفك: صاحب العمل، موظف، زميل في العمل، عميل، أحد المارة، أحد الأقارب، أحد أفراد العائلة أو ضيف. أما المتحرَّش بهم أو المعتدى عليهم فقد يكونون أفرادًا أو مجموعات من جميع شرائح النساء و/أو الرجال.
- الأسباب التي تدفع الشباب للتحرش بالفتيات:-
1- ضعف الوازع الديني.
2- الفراغ الفكري والفراغ العاطفي ووجود الوقت الطويل لدى الفتاة والشاب، مما يجعلهم فريسة لهذا البلاء.
3- التربية السيئة وتعميم أن الرجل لا يعيبه شيء.
4- عدم المتابعة من الأم وترك الحبل على الغارب.
5- عدم سؤال الأبناء عن الأماكن التي يرتادونها وعن الوقت الذي يقضونه خارج المنزل.
جريمة التحرش من منظور أجتماعي:-
وعن رأي د. غادة محفوظ الباحث في شئون الرأة والطفل عن تلك القضية من منظور إجتماعي ومجتمعي
عندما تندثر القيم الحميدة التي قام على أساسها مجتمع يخشى أن تزل قدمه في منحدرات وعرة قد تودي بحياة سالكيها إلى هاوية سحيقة من التيه والظلمات .
عندما يشار بالبنان إلى المخطئ والمجرم ولا تهتز له شعرة ولا تنكسر له عين ، بل تراه مشرئب العنق بهي الطلعة فخور بما ارتكبه من آثام وشرور .
عندما يتوارى المجنى عليه بينما يرتع الجاني ويلعب دون وجود رقيب أو حسيب .
واقعة غريبة وشاذة تناقلتها وسائل التواصل الإجتماعي وهى تحرش عشرات الشباب بفتاة كانت تسير بالشارع بمدينة الزقازيق من المسئول عن هذه الواقعة ؟؟ وكيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة التى باتت تمثل صداعا مزمنا بل وسخيفا في رأس المجتمع المصري ؟
إذا قلنا بأن الفتاة تتحمل جزءا ليس بالقليل من مسئولية هذا الفعل المشين ، فارتداء الملابس المثيرة قد تكون أحد أهم أسباب التحرش ، ولكن ماذا عن البنات المحجبات والمنتقبات اللاتى يتم التحرش بهن ؟
إذا ... لا يمكن الجزم بأن الفتاة وحدها هي المسئولة عن التحرش ، فمن يتحرش بالمحجبة والمنتقبة قد عقد العزم على أن يتحرش بأول تاء تأنيث تقابله في طريقه دون التقيد بسن أو بأسلوب ارتداء ملابس معينة .
وهنا لابد من تدخل حسم وفورى للقضاء على هذه الظاهرة المشينة ، فيجب العمل على تدشين حملة واسعة المدى تشمل ورش عمل ودورات تدريبية وتثقيفية وتعليمية تعقد في المدارس والكليات لتنوير النشء الصغير والتحدث عن هذه الظاهرة وكيفية تجنبها من الألف إلى الياء .
التحرش الجنسي ارهاب من نوع آخر انه اغتصاب معنوي ونفسي للمرأة حتى نشعر بمأزق النساء في العنف والتحرش ينبغي أن نعمل مقاربة بعنف احتلال الأرض وماتحمل هذه الكلمة من قمع وظلم وبهتان هل نقبل بأن تعنف وتسلب أوطاننا وهل نقبل الهوان والاستسلام ؟ شعور الاحتلال الناتج عن القهر وانعدام السياده والتشريد والتنكيل مر المذاق و هو نفسه المذاق الذي تحسه المرأة انه الشعور القاتل انه احتلال الجسد والروح ولأن لكل فعل ردة فعل فطبيعي أن ترد المرأة المعنفة والمتحرش بها سواء عن طريق الهروب أوالصمود أو الخنوع أو الانتقام أو المواجهة أو المطالبة بحقوقها... العنف والتحرش بمختلف روافدهما السامة كلمات بشعة بشاعة الاحتلال.
وأطلقت د. محفوظ نداء للمجتمع بأن يتكاتف المجتمع من أجل توعية شباب وبنات مصر بهذه الظاهرة الدخيلة على قيم ومبادئ المجتمع المصري ، حتى نصل إلى يوم قد تلاشت فيه هذه الظاهرة تماما ولتعود مصر كما كانت لا تعرف مثل هذه الأفعال المشينة طريقا لها .
رأي الدين الإسلامي في جريمة التحرش
بسم الله الرحمن الرحيم يقول تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا» ( 58 الأحزاب) صدق الله العظيم
وكان الأزهر الشريف قد تطرق في وقت سابق عن جريمة التحرش قائلا إن "التحرش تصرُّف محرَّم شرعاً وسلوك مدان بشكل مطلق ولا يجوز"، وذلك في معرض تعليقه على وقائع شهدتها مصر مؤخرا؛ ودعا إلى "تفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقبه على فعله".
وأكد الأزهر في بيان له العام 2018 في تعقيب على ما تداولته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من حوادث تحرش، لافتا إلى أن الأمر "وصل في بعضها إلى حد اعتداء المتحرش على من يتصدى له أو يحاول حماية المرأة المتحرش بها، فيما سعى البعض لجعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررًا يُسوغ للمتحرش جريمته النكراء، أو يجعل الفتاة شريكة له في الإثم".
وشدد على أن "التحرش - إشارة أو لفظًا أو فعلًا- هو تصرف محرم وسلوك منحرف، يأثم فاعله شرعًا، كما أنه فعلٌ تأنف منه النفوس السويّة وتترفع عنه، وتنبذ فاعله، وتجرمه كل القوانين والشرائع"، مضيفا أن "تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلًا عما تؤدي إليه انتشار هذه الظاهرة المنكرة من فقدان الإحساس بالأمن، والاعتداء على الأعراض والحرمات".
ومنذ أيام أفتي الأزهر الشريف بأن"التحرش الجنسي حرامٌ شرعًا، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب، وجريمةٌ يعاقب عليها القانون، ولا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تَتَوجَّه همَّتها إلى التلطُّخ والتدنُّس بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ وبلا ضابط عقليٍّ أو إنسانيّ".
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن التحرش الجنسي حرامٌ شرعًا، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب، وجريمةٌ يعاقب عليها القانون.
وأضاف المفتي في فتوى له، أن التحرش لا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تَتَوجَّه همَّتها إلى التلطُّخ والتدنُّس بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ وبلا ضابط عقليٍّ أو إنسانيّ.
وللحقيقة أقول .... يجب علينا السعي لمعرفة تلك القونين ، وأن نستخدم تلك القوانين من اجل ضمان أن يتحمل المتحرش مسؤولية جريمته ويجب أن نعمل على تفعيل واستغلال العقوبات الجديدة المفروضة على جريمة التحرش الجنسي، حيث أن أفضل القوانين صياغةً لا يجدي نفعا على الإطلاق إلا في حالة تفعيله وتطبيقه بشكل سليم. جدير بالذكر أن قوانين الإعتداء لم يتم تفعيلها في السابق وهو الأمر الذي ساعد تدريجيا على خلق فكرة أن التحرش الجنسي ليس جريمة حقيقية. و لكن ذلك لا يغير في شيئ من كُون التحرش الجنسي جريمة. ولذلك تؤمن خريطة التحرش بأننا بحاجة إلى تكوين إجماع مجتمعي قوى ضد هذا السلوك لكي يراه الجميع على أنه جريمة يجب معاقبة مُرتكبها. فإذا استمر المارّة والشرطة، على حد سَواء، في خلق الأعذار للمتحرش ولُوم المُتَحرَّش بهن/م فإن أفضل القوانين صياغةً لن يُجدي نفعاً.
ولفت الأزهر الشريف إلى أن تحضر المتجمعات ورقيها إنما يقاس بما تحظى به المرأة من احترام وتأدب في المعاملة، وبما تتمتع به من أمان واستقرار وتقدير ، فعندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم التدليل على علو شأن الإسلام واستقرار أركانه، اتخذ من شعور النساء بالأمن مؤشرًا على ذلك، فجاء في الحديث الصحيح: "لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ (المرأة المسافرة) تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ (موضع قرب الكوفة)، حَتَّى تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لاَ تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ".
عقوبة التحرش في القانون المصري
المادة 306 مكرر (أ):
يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيها و بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه.
وفي حالة العودة تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى.
المادة 306 مكرر (ب):
يعد تحرشا جنسيا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 306 مكرر (أ) من هذا القانون بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
فإذا كان الجاني ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) من هذا القانون أو كانت له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحا تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين والغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه.