المرأة و المشاركة السياسية
المرأة المصرية أستاذة سياسة واسألوا التاريخ
بقلم د . غادة محفوظ باحث في الشؤون السياسية
بقلم د . غادة محفوظ باحث في الشؤون السياسية
لم تكن الحياة السياسية المصرية يوما حكرا على الرجال فحسب ، بل اصطفت المرأة جنبا إلى جنب بجوار الرجل تشاركه الرأي وتلعب دورا حيويا في صنع القرار ، ولكن كان ظهور النماذج النسائية التى أدلت بدلوها في المطبخ السياسي ، كان على استحياء نظرا للنظرة الدونية السائدة للمرأة فى المجتمع آنذاك .
أما فى العصر الحديث الذي شهد طفرة فكرية وثقافية قلبت كل موازين الأفكار التقليدية للعصور السابقة ، فقد نشطت المرأة المصرية نشاطا ملحوظا فبعد أن جلست تحت قبة البرلمان ، وحملت عددا لا بأس به من الحقائب الوزارية ، إذ بها تصعد لمنصة القضاء ، وها هي الآن تنال لقب "سيادة المحافظ" ، بعد أن كان مجرد التفكير في تولى المرأة هذه المناصب الرفيعة ضربا من الخيال.
دعونا نتفق أن أهداف مشاركة المرأة السياسية لا تختلف عن أهداف مشاركة الرجل، فالمشاركة واحدة وكذلك الهدف، كون الرجل والمرأة يعيشان في مجتمع واحد الذي يعيش ذات الظروف ويعج بالمشاكل التي تتعلق بجميع أفراد المجتمع، فليست هناك مشاكل خاصة بالرجل وأخرى بالنساء، فالجميع يسعى للحصول على حرية الرأي والتعبير، وجميعهم يخضعون لقانون واحد، ولا توجد بنود في الدستور ما يُفرق بين الاثنين باستثناء ما يتعلق ببيولوجية المرأة .
جدير بالذكر أن المجتمعات التقليدية تكون أكثر ميلا للإعتراف بحقوق المرأة السياسية مقارنة بإمكانية اعترافها بحقوق المرأة الإجتماعية والإقتصادية ،وهو ما يعني أن هناك إمكانية لوصول المرأة إلى مراكز صنع القرار ولكن قد يترافق مع فرض حصار عليها ليكون وجودها شكلي أكثر مما هو عملي إذ ما ان تدخل المرأة في الحياة السياسية حتى تبدأ القيود تزداد عليها لتحافظ على منظومة العادات والتقاليد وسطوة المجتمع الذكوري.
إن مشاركة النساء في الحياة السياسية من أهم عناصر العملية الديمقراطية في بلد ما وهي تعكس طبيعة النظام السياسي والإجتماعي في الدولة ، ولذا.. فإن ضعف الآليات والقوى الديمقراطية في المجتمع يساهم في تهميش المشاركة السياسية للمرأة المصرية ؛كما تقاس درجة نمو المجتمعات بمقدار قدرتها على دمج النساء في قضايا المجتمع العامة والخاصة،وتعزيز قدراتهن للمساهمة في العملية التنموية فيه.
أرى أنه قد حان الوقت لتفعيل المشاركة السياسية للمرأة المصرية ووأد جميع أفكار العصور المنصرمة لتأخذ المرأة المصرية مكانها الطبيعي وتظل كما عهدها التاريخ قيمة وقامة لا تهزها نوائب الدهر ولا نوازل الأيام .